المواسم السعودية: فُرص تغير سوق الإعلانات السعودية
أضحى التطور الهائل لوسائل التواصل الاجتماعي أرضًا خصبة لنمو وازدهار السوق الإعلاني، حيث يصل فيه المعلن إلى الجمهور بشكل أسرع وأشمل مؤثرًا بدوره في القرارات الشرائية مما أوجد منافسة قوية تتصدر عبرها إعلانات المواسم السعودية مجالات المحتوى الإعلاني بكل أنواعه.
ومع تحوّل السعودية ضمن برامج رؤية 2030، تواصل المملكة تقدمها في قطاع التحوّل الرقمي والنجاح الإعلاني، حيث حصدت منطقة الشرق الأوسط على 36 جائزة في “جوائز كريستا” لعام 2022، التي شهدت مشاركات من أكثر من 70 دولة في مهرجانٍ سنوي يحتفل بتكريم الإبداع في الإعلان والتسويق بالمنطقة.
هذا التحوّل الملموس لاعتماد الإعلان والإعلام في القطاعات المختلفة وخاصةً في المواسم الوطنية والاجتماعية؛ يشكل دورًا قويًا في إعادة نمو السوق الإعلاني بالمملكة العربية السعودية، كونها تضم عدد سكان كبير في مساحاتها الشاسعة، والممتدة بثقافتها الأصيلة والمميزة، حيث تجمع المهتمين بها من حول العالم في مناسبات اجتماعية مختلفة لإبراز الثقافة السعودية منها عام القهوة، ويوم التأسيس، وعام الخط العربي، كذلك الاحتفال بهوية المملكة الفريدة الخضراء في يوم العلم وغيرها من المناسبات. ومن ناحية أخرى، تستقبل المملكة زوّارها على مدار العام في المواسم الإسلامية مثل موسم رمضان، وموسم الحج والعمرة.
فيُلاحظ حسب الدراسات الإحصائية أنه خلال شهر رمضان فقط؛ يستخدم 65% من الأشخاص هواتفهم الذكية للتسوق عبر الإنترنت مما يمثل فرصة قوية للعلامات التجارية أن تطرح عروضها التسويقية، بينما يتصفح 64% من المستخدمين منصات التواصل الاجتماعي، ويقضي 61% منهم وقته في الدردشة والتواصل مع العائلة والأصدقاء. هذا الروتين الاجتماعي المختلف يجعل شهر رمضان فرصة موسمية جاهزة للاستثمار في السوق الإعلاني وصناعة المحتوى التجاري.
وتتصدر إكس (تويتر سابقًا) المنصة الأعلى تفاعلًا بين قائمة المنصات الاجتماعية في زيادة المبيعات خلال اليوم الوطني السعودي، كونها تمثل أحد أهم اللحظات في إكس الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتُعد إكس فرصة للعلامات التجارية أن تتواصل مع مستخدميها بشكل قريب وسهل من خلالها. ففي سبتمبر الماضي كان الارتفاع في المنشورات حول اليوم الوطني السعودي يقارب 12% مقارنةً بالعام السابق.
ووفقًا لاستطلاع X Analytics لعام 2021، يعتقد 46٪ من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية أن احتفالات اليوم الوطني أكثر خصوصية على منصة إكس مقارنة بالمنصات الأخرى.
وتأتي أحد أهداف رؤية المملكة 2030 الإستراتيجية لزيادة إنفاق الأسر السعودية على الأنشطة الثقافية والترفيهية داخل المملكة إلى 6٪، وبالتالي يكون حجم الإعلانات التي تم إطلاقها خلال هذه المواسم لجذب الانتباه ورفع معدل الشراء هو فرصة للتنافس والابتكار حتى للمنشآت الصغيرة الناشئة.
إضافة إلى ذلك، ارتفع معدل الإنفاق على السوق الإعلاني بالمملكة في السنوات الأخيرة، حيث بلغ حجمه في إعلانات التلفزيون العربي والسعودي ما يقارب 7 مليار خلال عام 2022، وبلغ أكثر من 250 مليون دولار على منصات الوسائط الرقمية في السعودية، خاصةً مع دخول القطاعات الحكومية إستراتيجيًا في مجال الإعلام على منصات التواصل الاجتماعي وغيرها من القنوات مثل يوتيوب وسناب شات، حيث أصبح النشاط والتفاعل لهذه الجهات يرتبط ارتباطًا وثيقًا بتواجدها على نفس الخط مع القطاعات التجارية الأخرى، مما يمنحها فرصة الظهور بشكل دوري واستقطاب مختلف الشرائح المستهدفة.
وفي الختام، يُلاحظ بشكل جليّ أن القطاعات التجارية وكافة مؤسسات القطاع العام بدأت بالتفاعل مع الإعلان كعنصر استثمار وليس رفاهية، وأن المحتوى الإعلاني لها في المواسم السعودية يُعد جزءًا لا يتجزأ من تطوّر القطاعات المختلفة.
سارة باصالح
رئيس قسم المحتوى في إكستند